هروب الإيطاليين إلى الشواطئ بسبب موجة حر غير عادية في الشتاء
هروب الإيطاليين إلى الشواطئ بسبب موجة حر غير عادية في الشتاء
شهدت الشواطئ الإيطالية تكدسا غير معتاد في هذه الفترة من العام خلال فصل الشتاء، حيث تشهد البلاد موجة حر غير عادية في هذا الوقت، وتجاوزت درجات الحرارة 18 درجة مئوية في روما، في حين أنها لا تتجاوز عادة الـ12 درجة، حسب ما قالت صحيفة الجورنال الإيطالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشواطئ القريبة من روما أصبحت ممتلئة بالأشخاص الذين هربوا من ارتفاع في درجات الحرارة في أجزاء من إيطاليا والتي تجاوزت 18 درجة مئوية في منتصف فصل الشتاء.
واستغل الإيطاليون والسياح الوقت للذهاب إلى الشواطئ القريبة من العاصمة الإيطالية، على الرغم من أن المياه كانت لا تزال باردة جدًا بالنسبة للكثيرين.
وكانت درجات الحرارة في الشتاء في إيطاليا تصل إلى 8 تحت الصفر درجة مئوية، ولكن هذا العام ارتفعت درجات الحرارة ما يجعل الثلوج تختفي وتهدد إمدادات المياه في منطقة اليورو بأكملها، ولذلك فإن المنطقة مهددة بموجة جفاف شديدة تؤثر على القطاع الاقتصادي أيضا.
تشهد إيطاليا شتاء أكثر جفافا مع آثار خطيرة على الأمن الغذائي، حيث إنه للعام الثالث على التوالي تواجه إيطاليا موجة جفاف شديدة، ما يهدد النشاط الزراعي والأمن الغذائي من الشمال إلى الجنوب، وتعاني طبقات المياه الجوفية في جميع أنحاء منطقة فينيتو الشمالية من جفاف شديد، في ظل هطول الأمطار في شهر يناير أقل بكثير من المتوسط التاريخي البالغ 60 ملم.
ودق اتحاد استصلاح الأراضي في أمبريا ناقوس الخطر وحث المزارعين على إعادة التفكير في الزراعة، مع الأخذ في الاعتبار قلة توافر المياه، فيما يتواصل العمل على أنظمة الري لتقليل الخسائر وتجنب الهدر، ولذلك من المتوقع أن تلجأ إيطاليا إلى تقنين استخدام المياه من أجل حل الأزمة.
وفي أقصى الجنوب، في صقلية، كان شهر يناير هو الشهر الخامس على التوالي الذي يسجل فيه هطول أمطار أقل من المعتاد خلال هذه الفترة، مع عجز يبلغ حوالي 200 ملليلتر من الماء.
وفي ديسمبر 2023 وحده، تجاوز العجز في هطول الأمطار 80 % بين مقاطعتي إينا وكاتانيا.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
اتفاق تاريخي
وفي ديسمبر 2023، تبنت دول العالم بالتوافق أول اتفاق تاريخي بشأن المناخ يدعو إلى "التحوّل" باتجاه التخلي تدريجيا عن الوقود الأحفوري -بما يشمل الفحم والنفط والغاز- الذي يعد مسؤولاً عن الاحترار العالمي.
وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28) الذي عقد في دبي بالإمارات، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين نحو مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر.
ودعا النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى "التحوّل بعيدًا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في عام 2050 تماشيًا مع ما يوصي به العلم".